انزال جوي الان في سوريا .. الله يستر

تشهد الساحة السورية تطورات متسارعة تهدد بتغيير ميزان القوى في المنطقة، مع تصاعد التوغلات في الجنوب السوري، في ظل صمت رسمي من النظام الجديد في دمشق.
الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي صعد إلى السلطة مؤخرًا، يتبع نهجًا متحفظًا يقوم على التهدئة وتقديم عروض السلام لدولة الاحتلال، غير أن هذه السياسة أثارت انتقادات واسعة، معتبرةً أن دمشق تغامر بفقدان سيادتها على أجزاء مهمة من البلاد.
نشر مقالا لرئيس تحريره دافيد هيرست مع تزايد الضربات التي تستهدف مواقع عسكرية سورية، متحدثا عن تعاظم الأسئلة حول مدى قدرة النظام الجديد على حماية وحدة سوريا، وما إذا كان سيتخذ إجراءات حاسمة أم يستمر في النهج الحالي الذي يعتبره البعض “استسلامًا ضمنيًا” أمام الاحتلال.
استراتيجية محسوبة أم مغامرة غير محسوبة؟
منذ بداية العام، قامت دولة الاحتلال بعدد غير مسبوق من العمليات العسكرية داخل الأراضي السورية، مبررة ذلك بحماية أمنها القومي ومنع “النفوذ الإيراني”، في الوقت الذي تستغل فيه حالة الضعف والانقسام في سوريا.
بدا واضحًا أن قد تبنى خطة بديلة تقوم على إنشاء “مناطق نفوذ” داخل سوريا، خاصة في الجنوب المحاذي للجولان المحتل، مما يمكّنه من تحقيق سيطرة شبه كاملة على هذه المناطق دون الحاجة إلى احتلالها مباشرة.
لم تكتفِي دولة الاحتلال بتنفيذ ضربات جوية ضد المنشآت العسكرية السورية، بل بدأت في إقامة وجود عسكري طويل الأمد في مناطق استراتيجية مثل جبل الهرمل ومحيط درعا.
وفي تصريحات لافتة، أكد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن جيش الإحتلال لن يسمح بعودة الجيش السوري إلى الجنوب، في خطوة تعكس بوضوح فرض واقع جديد على الأرض.
هذا الوضع يعيد إلى الأذهان النموذج العدواني في جنوب لبنان، حيث نجحت تل أبيب في فرض معادلة عسكرية لمصلحتها لعقود، مستفيدة من ضعف الحكومة اللبنانية آنذاك.
لكن في الحالة السورية، يبدو أن الوضع قد يكون أكثر تعقيدًا، خاصة مع وجود تركيا كلاعب